× أبو بكر الصديق(ض) عمر بن الخطاب(ض) علي بن أبي طالب(ض) طلحة بن عبيد الله من الزبير بن العوام سعد بن أبي وقاص من عبد الرحمن بن عوف مسند أبي عبيدة بن الجراح من أبي جحيفة أبي الطفيل بقية من عبد الله بن أنيس خفاف بن إيماء الغفاري من عقبة مولى جبر بن عتيك إلى سعيد بن عمرو بن نفيل من أبي سعيد الخدري الجزء الثالث الجزء الرابع الجزء الخامس الجزء السادس الجزء السابع الجزء الثامن الجزء التاسع الجزء العاشر الجزء الحادي عشر الجزء الثاني عشر الجزء الثالث عشر
موسوعة الحديث

مسند أبي يعلى

 

الجزء الأول: مسند أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

[ 1 ] أخبرنا الحافظ أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي قراءة عليه أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الجنزروذي قال أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري الفقيه قراءة عليه قال أخبرنا الإمام أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي بالموصل سنة ست وثلاث مائة قال حدثنا علي بن الجعد حدثنا قيس بن الربيع حدثنا عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي قال كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء منه وإذا حدثني غيري لم أصدقه إلا أن يحلف فإذا حلف صدقته وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله إلا غفر له

[ 2 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا بشر بن عمر الزهراني حدثنا مالك بن أنس عن بن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أنت وهذا يعني العباس وعليا تطلب أنت ميراثك من بن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا صدقة

[ 3 ] حدثنا أبو هشام الرفاعي حدثنا بشر بن عمر حدثنا مالك عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطاب عن أبي بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا صدقة

[ 4 ] حدثنا الحارث بن سريج أبو عمر حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا عمرو عن بن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان أنه حدثه قال أرسل إلي عمر بعدما متع النهار فأذن لي فدخلت عليه وهو على سرير ليف مسند ظهره إلى رماله متكئ على وسادة من آدم فقال لي يا مالك إنه قد دف دافة من قومك وقد أمرت لهم بمال فخذه فاقسمه بينهم فقلت له يا أمير المؤمنين مالي على ذلك من قوة فلو أمرت به غيري فقال خذه فاقسمه فيهم قال ثم جاءه يرفأ فقال يا أمير المؤمنين هل لك في عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد قال نعم فأذن لهم فدخلوا ثم جاءه فقال يا أمير المؤمنين هل لك في علي والعباس قال نعم قال فدخلا والعباس يقول يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا قال سفيان وذكر كلاما شديدا فقال القوم يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح كل واحد منهما من صاحبه فقال لهم عمر أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماوات والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة قالوا نعم فقال عمر إن الله خص رسوله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخص بها أحدا غيره ثم قرأ الآية ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب الآية قال سفيان ولا أدري قرأ الآية التي بعدها أم لا قال فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بينكم أموال بني النضير فوالله ما استأثر عليكم ولا أحرزها دونكم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منه نفقته ونفقة عياله لسنته ويجعل ما فضل في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله ثم قال لهم أنشدكم بالذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون ذلك قالوا نعم ثم نشد عليا والعباس بما نشد القوم به أتعلمان ذلك قالا نعم قال فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت يا عباس تطلب ميراثك من بن أخيك وجاء علي يطلب ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا صدقة فرأيتماني والله يعلم أنه مضى بارا راشدا مانعا للحق فلما توفي أبو بكر فقلت أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أبي بكر فرأيتماني والله يعلم أني صادق بار راشد تابع للحق فجئتماني وأمركما واحد فسألتماني أن أدفعها إليكم فقلت إن شئتما دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله أن تعملا فيها بالذي كان يعمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذتماها بذلك فقال لهما أكذلك قالا نعم قال ثم جئتماني لأقضي بينكما والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما فرداها إلي

[ 5 ] حدثنا موسى بن محمد بن حيان أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث أخبرنا عبد العزيز الأندراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر اطلع على أبي بكر وهو يمد لسانه فقال ما تصنع يا خليفة رسول الله فقال إن هذا أوردني الموارد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان

[ 6 ] حدثنا سويد أخبرنا الوليد بن محمد عن الزهري حدثني سالم أنه سمع أباه يحدث أن عمر لما تأيمت حفصة من بن حذافة قال عمر لقيت عثمان فعرضت عليه حفصة قال سأنظر في أمري فلبثت ليالي ثم لقيني فقال قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا قال عمر فلقيت أبا بكر فقلت أنكحك حفصة فلم يرجع إلي شيئا فكنت عليه أوجد مني على عثمان فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحته إياها فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت علي حين عرضت حفصة قال نعم قال لم يمنعني أن أرجع إليك إلا أنني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها قبلتها قال عمر فشكوت عثمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج حفصة خير من عثمان وتزوج عثمان خيرا من حفصة فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته

[ 7 ] حدثنا أبو خيثمة أخبرنا يعقوب بن إبراهيم أخبرنا أبي عن صالح عن بن شهاب أخبرنا سالم بن عبد الله أنه سمع عبد الله بن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة بنت عمر قال قلت إن شئت أنكحتك حفصة فقال سأنظر في أمري فلبثت ليالي ثم لقيني فقال قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا قال عمر فلقيت أبا بكر الصديق فقلت له إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا فكنت عليه أوجد مني على عثمان فلبثت أياما ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا قال قلت نعم قال فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني قد كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها فلم أكن أفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقبلتها

[ 8 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سليم بن حيان عن قتادة عن حميد بن عبد الرحمن الحميري أن عمر بن الخطاب قال إن أبا بكر قام خطيبا فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا عام أول فقال إنه لم يقسم بين الناس شيء أفضل من المعافاة بعد اليقين ألا إن الصدق والبر في الجنة ألا إن الكذب والفجور في النار

[ 9 ] حدثنا مسروق بن المرزبان الكوفي قال أخبرنا عبد السلام عن عبد الله بن بشر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان بن عفان قال لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم وسوس ناس من أصحابه فكنت فيمن وسوس قال فمر عمر علي فسلم علي فلم أرد عليه فشكاني إلى أبي بكر قال فجاءنا فقال لي سلم عليك أخوك فلم ترد عليه قال قلت ما علمت بتسليمه وإني عن ذاك في شغل قال ولم قلت قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أسأله عن نجاة هذا الأمر قال فقد سألته قال فقمت إليه فاعتنقته قال قلت بأبي أنت وأمي أنت أحق بذلك قال قد سألته فقال من قبل الكلمة التي عرضتها على عمي فهي له نجاة

[ 10 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب حدثني رجل من الأنصار من أهل الفقه غير متهم أنه سمع عثمان بن عفان يحدث أن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنوا عليه حتى كاد بعضهم أن يوسوس فقال عثمان فكنت منهم فبينا أنا جالس في ظل أطم مر علي عمر بن الخطاب فسلم علي فلم أشعر أنه مر ولا سلم فانطلق عمر حتى دخل على أبي بكر فقال ألا أعجبك مررت على عثمان فسلمت عليه فلم يرد علي السلام فأقبل أبو بكر وعمر في ولاية أبي بكر حتى أتيا فسلما جميعا ثم قال أبو بكر جاءني أخوك عمر فزعم أنه مر عليك فسلم فلم ترد عليه السلام فما الذي حملك على ذلك فقلت ما فعلت قال عمر بلى ولكنها عبيتكم يا بني أمية قال عثمان فقلت والله ما شعرت بأنك مررت ولا سلمت قال فقال أبو بكر صدق عثمان وقد شغلك عن ذلك أمر قال قلت أجل قال فما هو قال عثمان قلت توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم قبل أن أسأله عن نجاة هذا الأمر قال أبو بكر قد سألته عن ذلك قال عثمان فقلت بأبي أنت وأمي أنت أحق بها فقال أبو بكر قلت يا رسول الله ما نجاة هذا الأمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل مني الكلمة التي عرضت على عمي فردها فهي له نجاة

[ 11 ] حدثنا عبد الواحد بن غياث أبو بحر حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة الأسدي عن أسماء بن الحكم الفزاري قال قال علي كنت امرأ إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدقته وإنه حدثني أبو بكر وصدق أبو بكر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما عبد أذنب ذنبا فتوضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ثم استغفر الله إلا غفر له ثم قرأ { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم }

[ 12 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا وكيع بن الجراح حدثنا مسعر وسفيان عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة الوالبي عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي قال كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء منه وإذا حدثني عنه غيره استحلفته فإذا حلف لي صدقته وإن أبا بكر حدثني وصدق أبو بكر أنه صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء قال مسعر ثم يصلي قال سفيان يصلي ركعتين ثم يستغفر إلا غفر له

[ 13 ] حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت عثمان بن المغيرة الثقفي قال سمعت علي بن ربيعة عن رجل من بني فزارة يقال له أسماء عن علي بن أبي طالب قال كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه فحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد قال شعبة أحسبه قال مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غفر له قال شعبة وقرأ إحدى هاتين الآيتين من يعمل سوءا يجز به والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم


[ 14 ] حدثنا به أبو خيثمة حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن عثمان بن المغيرة قال سمعت علي بن ربيعة رجلا من بني أسد يحدث عن أسماء أو بن أسماء من بني فزارة عن علي قال كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر نحوه

[ 15 ] حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان بن سعيد الثوري حدثنا عثمان بن المغيرة الثقفي قال وحدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير حدثنا سفيان عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي قال كنت إذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا استحلفت صاحبه فإذا حلف لي صدقته فحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر أنه صلى الله عليه وسلم قال ليس من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله إلا غفر له

[ 16 ] حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة حدثنا عاصم بن أبي النجود عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بين أبي بكر وعمر وعبد الله يصلي فافتتح سورة النساء فسنح لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه قراءة بن أم عبد ثم سأل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سل تعطه سل تعطه فقال فيما يسأل اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد ونعيما لا ينفد ومرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد فأتى عمر عبد الله ليبشره فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه فقال إن فعلت إنك لسباق بالخير

[ 17 ] حدثنا أبو كريب حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال كنت في المسجد أصلي فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر فسحلت سورة النساء فقرأتها فلما فرغت جلست فبدأت الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعوت لنفسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سل تعط ثم قال من أحب أن يقرأ القرآن غضا فليقرأه كما يقرأ بن أم عبد قال فرجعت إلى منزلي فأتاني أبو بكر فقال هل تحفظ مما كنت تدعو شيئا قلت نعم اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد ونعيما لا ينفد ومرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد فأتى عمر عبد الله ليبشره فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه فقال إن فعلت إنك لسباق بالخير

[ 18 ] حدثنا سريج بن يونس حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن زياد بن أبي زياد الجصاص عن علي بن زيد عن مجاهد قال قال بن عمر لغلامه لا تمر بي على بن الزبير فغفل الغلام فمر به فرفع رأسه فرآه فقال رحمك الله ما علمتك إلا صواما قواما وصولا للرحم أما والله إني لأرجو مع مساوئ ما قد عملت من الذنوب أن لا يعذبك قال مجاهد ثم ألتفت إلي فقال حدثني أبو بكر الصديق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يعمل سوءا يجز به في الدنيا

[ 19 ] حدثنا الحسن بن شبيب حدثنا هشيم حدثنا كوثر بن حكيم عن نافع عن بن عمر عن أبي بكر الصديق قال قلت يا رسول الله ما نجاة هذا الأمر الذي نحن فيه قال من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فهو له نجاة

[ 20 ] حدثنا أبو سعيد القواريري حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سفيان بن حسين عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن بن عمر قال لما تأيمت حفصة وكانت تحت خنيس بن حذافة أتى عمر أبا بكر فعرضها عليه فسكت فأتى عثمان فعرضها عليه فقال عثمان مالي في النساء من حاجة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خطبها فزوجها فلقي أبا بكر فقال إني كنت عرضت عليك حفصة فسكت فلأنا كنت عليك أشد غضبا مني على عثمان وقد ردني قال أبو بكر إنه قد كان من أمرها ذكر ولكنه كان سرا فكرهت أن أفضي السر

[ 21 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا روح بن عبادة حدثنا موسى بن عبيدة حدثني مولى بن سباع قال سمعت عبد الله بن عمر يحدث عن أبي بكر الصديق قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلت هذه الآية من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ألا أقرئك آية أنزلت علي قلت بلى يا رسول الله قال فأقرأنيها قال فلا أعلم إلا وأني وجدت إنقصاما في ظهري حتى تمطأت لها في ظهري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنت يا أبا بكر وأصحابك المؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله وليست لكم ذنوب وأما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزوا به يوم القيامة

[ 22 ] حدثنا جعفر بن مهران السباك حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي عن محمد بن إسحاق قال حدثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن بن عباس قال لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو عبيدة بن الجراح يضرح يحفر لأهل مكة وكان أبو طلحة زيد بن سهل هو الذي كان يحفر لأهل المدينة وكان يلحد فدعا العباس رجلين فقال لأحدهما اذهب إلى أبي عبيدة وللآخر اذهب إلى أبي طلحة اللهم خر لرسولك فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول الله فلما فرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء وضع على سريره وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه فقال قائل ندفنه في مسجده وقال قائل بل يدفن مع أصحابه فقال أبو بكر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض فرفع فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه فحفر له تحته ثم دعي الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون عليه إرسالا الرجال حتى إذا فرغ منهم أدخل النساء حتى إذا فرغ من النساء أدخل الصبيان ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد فدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوسط الليل ليلة الأربعاء

[ 23 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال حدثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن بن عباس عن أبي بكر قال إني سمعته يقول ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض

[ 24 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا الجراح بن مخلد البصري أبو عبد الله حدثنا موسى بن داود حدثنا حسام بن مصك عن محمد بن سيرين عن بن عباس عن أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهس كتفا ثم صلى ولم يتوضأ

[ 25 ] ثنا محمد بن سيرين الطوسي حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عبد السلام بن حرب عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال لما نزلت { تبت يدا أبي لهب } جاءت امرأة أبي لهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر فلما رآها أبو بكر قال يا رسول الله إنها امرأة بذيئة وأخاف أن تؤذيك فلو قمت قال إنها لن تراني فجاءت فقالت يا أبا بكر صاحبك هجاني قال ما يقول الشعر قالت أنت عندي مصدق وانصرفت قلت يا رسول الله لم ترك قال لم يزل ملك يسترني منها بجناحيه

[ 26 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن عمير مولى العباس عن بن عباس قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحلف أبو بكر خاصم العباس عليا في أشياء تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال أبو بكر شيء تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يحركه فلا أحركه

[ 27 ] حدثنا القواريري حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس وعائشة أن أبا بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت

[ 28 ] حدثنا وهب بن بقية حدثنا خالد يعني بن عبد الله عن خالد يعني الحذاء عن يوسف أبي يعقوب عن محمد بن حاطب أو الحارث قال ذكر بن الزبير فقال طالما حرص على الامارة قلت وما ذاك قال أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلص فأمر بقتله فقيل إنه سرق قال اقطعوه ثم جيء به بعد ذلك إلى أبي بكر قد سرق وقد قطعت قوائمه فقال أبو بكر ما أجد لك شيئا إلا ما قضى فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أمر بقتلك فإنه كان أعلم بك فأمر بقتله أغيلمة من أبناء المهاجرين أنا فيهم قال بن الزبير أمروني عليكم فأمرناه علينا فانطلقنا به إلى البقيع فقتلناه

[ 29 ] حدثنا غسان بن الربيع عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي بكر

[ 30 ] وحدثنا زهير بن حرب حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا الليث بن سعد قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو عن أبي بكر قال

[ 31 ] وحدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا هشام بن عبد الملك وعاصم بن علي قالا حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو عن أبي بكر واللفظ لحديث غسان أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وفي حديث القواريري وحده عن عاصم كبيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم قال أبو يعلى قال الليث عن أبي بكر الصديق وقال عمرو بن الحارث عن عبد الله بن عمرو لم يجاوز به

[ 32 ] حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول إن أبا بكر الصديق قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله علمني دعاء أدعوا به في صلاتي وفي بيتي قال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم

[ 33 ] حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى و أحمد بن إبراهيم الدورقي قالا حدثنا روح حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن أبي التياح عن المغيرة بن سبيع عن عمرو بن حريث عن أبي بكر الصديق وفي حديث أبي موسى قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدجال يخرج من أرض قبل المشرق يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة

[ 34 ] حدثنا أبو موسى هارون بن عبد الله حدثنا أبو أسامة حدثني الفزاري يعني أبا إسحاق عن عبد الله بن شوذب رجاله ثقات وحدثنا الدورقي حدثنا بن أبي غنية ختن أبي إسحاق حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن عبد الله بن شوذب عن أبي التياح عن المغيرة بن سبيع عن عمرو بن حريث عن أبي بكر قال وحدثنا الدورقي حدثنا محمد بن كثير عن بن شوذب عن أبي التياح عن المغيرة بن سبيع عن عمرو بن حريث عن أبي بكر الصديق أنه مرض فلما كشر عنه قال أيها الناس إني لم آلكم نصحا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج الدجال من أرض بالمشرق يقال لها خراسان يتبعه قوم كأن وجوههم المجان واللفظ لحديث بن كثير ولم يتمه هارون كما أتمه الدورقي

[ 37 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل قال أرسلت فاطمة إلى أبي بكر فقالت ما لك يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت ورثت رسول الله أم أهله قال لا بل أهله قالت فما بال سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني سمعته يقول إن الله إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه إليه جعله للذي يقوم بعد فرأيت أنا بعده أن أرده على المسلمين قالت أنت وما سمعته من رسول الله

[ 38 ] حدثنا القواريري حدثنا أبو أحمد الزبيري عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال خرجت مع أبي بكر الصديق من صلاة العصر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بليال وعلي يمشي إلى جنبه فمر بالحسن بن علي وهو يلعب مع الغلمان فاحتمله أبو بكر على عاتقه وجعل يقول وا بأبي شبيه النبي ليس شبيه بعلي قال وعلي يضحك

[ 39 ] حدثنا زهير بن حرب حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال رأيت أبا بكر يحمل الحسن بن علي ويقول يا بأبي شبيه النبي ليس شبيه بعلي وعلي معه يبتسم

[ 40 ] حدثنا عباد بن موسى الختلي حدثنا إسماعيل بن جعفر عن إسرائيل عن جابر عن عامر عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبي بكر الصديق قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه ماعز بن مالك فاعترف بالزنى فرده ثم عاد الثانية فرده ثم عاد الثالثة فرده فقلت إن عدت الرابعة رجمك فعاد الرابعة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحبسه ثم أرسل فسأل عنه قالوا لا نعلم إلا خيرا فأمر برجمه

[ 41 ] حدثنا موسى بن حيان حدثنا أبو أحمد الكوفي الزبيري حدثنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم رد ماعز بن مالك أربع مرات

[ 42 ] حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد النبي صلى الله عليه وسلم الهدي وأشعر وأحرم بالعمرة فجاء عروة بن مسعود الثقفي قال إني أرى أوجها خليقا أن يفروا ويدعوك فقال أبو بكر مص بظر اللات أنحن نفر وندعه

[ 43 ] حدثنا زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة

[ 44 ] حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي وموسى بن محمد بن حيان قالا حدثنا بن أبي الوزير حدثنا زنفل العرفي ينزل عرفة حدثنا عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة عن أبي بكر وفي حديث موسى بن حيان كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الأمر يقول اللهم خر لي واختر لي

[ 45 ] حدثنا أبو موسى الهروي إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو معاوية حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت اختلفوا في دفن النبي صلى الله عليه وسلم حين قبض فقال أبو بكر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يقبض النبي إلا في أحب الأمكنة إليه فقال ادفنوه حيث قبض

[ 46 ] حدثنا موسى بن حيان حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي حدثنا موسى بن مطير حدثني أبي عن عائشة قالت حدثني أبو بكر قال جاء رجل من المشركين حتى استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعورته يبول قلت يا رسول الله أليس الرجل يرانا قال لو رآنا لم يستقبلنا بعورته يعني وهما في الغار

[ 47 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن الحسن بن أبي الحسن المخزومي حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة عن يعقوب بن عتبة عن عروة بن الزبير عن عائشة أن عبد الله بن أبي بكر لما توفي بكي عليه فخرج أبو بكر إلى الرجال فقال إني أعتذر إليكم من شأن أولاء إنهن حديثات عهد بجاهلية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الميت ينضح عليه الحميم ببكاء الحي

[ 48 ] حدثنا القواريري حدثنا مرحوم بن عبد العزيز حدثنا أبو عمران الجوني عن يزيد بن بابنوس عن عائشة أن أبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فوضع فمه بين عينيه ووضع يديه على صدغيه وقال وانبياه واخليلاه واصفياه

[ 49 ] حدثنا كامل بن طلحة حدثنا بن لهيعة حدثنا أبو الأسود عن عروة عن عائشة أو أسماء أن أبا بكر قام مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من العام المقبل الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم بالصيف عام الأول في مثل مقامي هذا ثم فاضت عيناه ثم قال إني سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم في الصيف عام الأول في مثل مقامي ثم فاضت عيناه ثم قال إني سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم في الصيف عام الأول في مثل مقامي هذا ثم فاضت عيناه ثم قال إني سمعت نبيكم عليه السلام في مثل مقامي هذا يقول سلوا الله العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة

[ 50 ] حدثنا القواريري حدثنا غندر حدثنا معمر حدثنا بن شهاب عن عروة عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان تضربان بدفين فانتهرهما أبو بكر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم دعهن فإن لكل قوم عيدا

[ 51 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن عمر الأسلمي حدثنا الضحاك بن عثمان عن حبيب مولى عروة قال سمعت أسماء بنت أبي بكر قالت رأيت أبي يصلي في ثوب واحد فقلت يا أبه تصلي في ثوب واحد وثيابك موضوعة فقال يا بنيه إن آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفي في ثوب واحد

[ 52 ] حدثنا أبو موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي حدثنا سفيان عن الوليد بن كثير عن بن تدرس مولى حكيم بن حزام عن أسماء بنت أبي بكر أنهم قالوا لها ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان المشركون قعدوا في المسجد يتذاكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقول في آلهتهم فبيناهم كذلك إذ أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاموا إليه بأجمعهم فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقيل أدرك صاحبك فخرج من عندنا وإن له لغدائر أربعا وهو يقول ويلكم { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم } فلهوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبلوا على أبي بكر قالت فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئا من غدائره إلا جاء معه وهو يقول تباركت ياذا الجلال والإكرام

[ 53 ] حدثنا أبو موسى حدثنا سفيان عن الوليد عن بن تدرس عن أسماء قالت لما نزلت { تبت يدا أبي لهب } جاءت العوراء أم جميل ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول مذمم أبينا أو أتينا الشك من أبي موسى ودينه قلينا وأمره عصينا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأبو بكر إلى جنبه أو قال معه قال فقال أبو بكر لقد أقبلت هذه وأنا أخاف أن تراك فقال إنها لن تراني وقرأ قرآنا اعتصم به { وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا } قال فجاءت حتى قامت على أبي بكر ولم تر النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا أبا بكر بلغني أن صاحبك هجاني قال أبو بكر لا ورب هذا البيت ما هجاك فانصرفت وهي تقول قد علمت قريش أني بنت سيدها

[ 54 ] حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن أسماء بنت عميس أنها نفست بذي الحليفة فسأل أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرها فلتغتسل ولتهل

[ 55 ] حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يزيد بن هارون حدثنا الكلبي عن سلمة بن السائب عن أبي رافع قال خرجت بخلخالين أبيعهما وكان أهلنا قد احتاجوا إلى نفقة فرأيت أبا بكر الصديق فقال أين تريد قال قلت احتاج أهلنا إلى نفقة فأردت بيع هذين الخلخالين قال وأنا قد خرجت بدريهمات أريد بها فضة أجود منها قال فوضع الخلخالين في كفة ووضع الدراهم في كفة فرجح الخلخالان على الدراهم شيئا فدعا بمقراض قال فقلت سبحان الله هو لك هو لك قال إنك إن تتركه فإن الله لا يتركه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الذهب بالذهب مثلا بمثل والفضة بالفضة مثلا بمثل الزائد والمزداد في النار

[ 56 ] حدثنا أبو موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي حدثنا النضر بن شميل حدثنا أبو نعامة حدثنا البراء بن نوفل عن والان العدوي عن حذيفة عن أبي بكر الصديق قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى أهله فقال الناس لأبي بكر سل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط فقال نعم عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا والآخرة فجمع الأولون والآخرون في صعيد واحد ففظع الناس بذلك فانطلقوا إلى آدم والعرق يكاد يلجمهم فقالوا يا آدم أنت أبو البشر وأنت اصطفاك الله اشفع لنا إلى ربك فقال لقد لقيت مثل الذي لقيتم انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم إلى نوح وإن الله اصطفى نوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين قال فينطلقون إلى نوح فيقولون اشفع لنا إلى ربك أنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك فلم يدع على الأرض من الكافرين ديارا فيقول ليس ذاكم عندي انطلقوا إلى موسى فإن الله كلمه تكليما فيقول موسى ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى عيسى فإنه كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى فيقول عيسى ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى سيد ولد آدم فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة انطلقوا إلى محمد يشفع لكم إلى ربكم قال فينطلق فينادى جبريل قال فيأتي جبريل ربه فيقول الله ائذن له وبشره بالجنة قال فينطلق به جبريل فخر ساجدا قدر جمعة ثم يقول الله يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع قال فيرفع رأسه فإذا نظر إلى ربه خر ساجدا قدر جمعة أخرى فيقول الله يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع قال ويقع ساجدا قال فيأخذ جبريل بضبعيه قال فيفتح الله عليه من الدعاء شيئا لم يفتحه على بشر قط قال فيقول أي رب جعلتني سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر حتى إنه ليرد علي الحوض أكثر ما بين صنعاء وأيلة قال ثم يقال ادعوا الصديقين فيشفعون قال ثم يقال ادعوا الأنبياء قال فيجيء النبي عليه السلام معه العصابة والنبي معه الخمسة والستة والنبي ليس معه أحد قال ثم يقال ادعوا الشهداء قال فيشفعون لمن أرادوا قال فإذا فرغت الشهداء قال يقول تبارك وتعالى أنا أرحم الراحمين أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا قال فيدخلون الجنة ثم يقول الله انظروا إلى النار هل ثم أحد عمل خيرا قط قال فيجدون في النار رجلا فيقال له هل عملت خيرا قط قال لا غير أني كنت أسامح في البيع قال فيقول الله اسمحا لعبدي كما سماحه إلى عبيدي ثم يخرج من النار قال ورجل آخر فيقول الله هل عملت خيرا قط فيقول لا غير أني قد أمرت ولدي إذا أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني حتى إذا صرت مثل الكحل اذهبوا بي إلى البحر فاذروني في الريح قال فقال الله لم فعلت ذلك قال من مخافتك قال فيقول انظروا إلى ملك أعظم ملك فإن لك مثله وعشر أمثاله قال فيقول أتسخر بي وأنت الملك وذلك الذي ضحكت منه بالضحى

[ 57 ] حدثنا زهير حدثنا إبراهيم أبو إسحاق البناني حدثنا النضر بن شميل حدثنا أبو نعامة حدثنا أبو هنيدة البراء بن نوفل عن والان العدوي عن حذيفة بن اليمان عن أبي بكر قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم ذكر نحو هذا الحديث أو قريبا منه

[ 58 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا هشام بن يوسف عن بن جريج في قوله تعالى أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه أخبرني ليث بن أبي سليم عن أبي محمد عن حذيفة عن أبي بكر إما حضر ذلك حذيفة من النبي عليه السلام وإما أخبره أبو بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل قال قلنا يا رسول الله وهل الشرك إلا ما عبد من دون الله أو دعي مع الله شك عبد الملك قال ثكلتك أمك يا صديق الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ألا أخبرك بقول يذهب صغاره وكباره أو صغيره وكبيره قال قلت بلى يا رسول الله قال تقول كل يوم ثلاث مرات اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم والشرك أن يقول أعطاني الله وفلان والند أن يقول الإنسان لولا فلان قتلني فلان

[ 59 ] حدثنا عمرو بن الحصين حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن ليث بن أبي سليم عن أبي محمد عن معقل بن يسار حدثني أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

[ 60 ] وحدثنا موسى بن محمد بن حيان حدثنا روح بن أسلم وفهد قالا حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا ليث عن أبي محمد عن معقل بن يسار قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر أو قال حدثني أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل ثم قال ألا أدلك على ما يذهب عنك صغير ذلك وكبيره قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك مما لا أعلم

[ 61 ] حدثنا موسى بن محمد بن حيان حدثنا روح بن أسلم وفهد قالا حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا ليث عن أبي محمد عن معقل بن يسار قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر أو قال حدثني أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل فقال أبو بكر وهل الشرك إلا من دعا مع الله إلها آخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل ثم قال ألا أدلك على ما يذهب عنك صغير ذلك وكبيره قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم أستغفرك مما لا أعلم

[ 62 ] حدثنا سريج حدثنا مروان بن معاوية حدثنا جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة عن أبي بكر الصديق قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فقال اللهم طعنا وطاعونا قلت يا رسول الله إني أعلم أنك قد سألت منايا أمتك فهذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال ذرب كالدمل إن طالت بك حياة ستراه

[ 63 ] حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا بن شهاب عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فجئت فإذا عمر عنده فذكر نحوا من حديث العمري وزاد فيه بعد قول زيد بن ثابت فألحقتها قال قال بن شهاب فاختلفوا يومئذ في التابوت فقال زيد التابوه وقال الرهط القرشيون التابوت فرفعوا اختلافهم إلى عثمان فقال اكتبوه في التابوت بلسان قريش قال بن شهاب وكان بن مسعود قد كره أن ولي زيد نسخ المصاحف قال بن شهاب وحدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله قال يا معشر المسلمين أعزل عن كتاب الله ويولاها رجل والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب رجل كافر يريد زيد بن ثابت قال فلذلك قال عبد الله يا أهل العراق أو يا أهل الكوفة غلوا المصاحف التي عندكم واكتموها فإن الله يقول { ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة } قال بن شهاب فبلغني أنه كره هذا من مقالته رجال كانوا من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 64 ] حدثنا القواريري حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد بن السباق أن زيد حدثه قال أرسل أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر بقراء القرآن يوم اليمامة وإني لأخشى أن يستحر بالقراء في المواطن كلها فيذهب قرآن كثير وإني أرى أن تأمر يجمع قال أبو بكر قلت لعمر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر هو والله خير فلم يزل عمر بن الخطاب يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر ورأيت فيه الذي رآه قال زيد قال أبو بكر إنك شاب عاقل ولا نتهمك وقد كنت تكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فتتبع القرآن فاجمعه قال فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي من ذاك قال قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر هو والله خير فلم يزل يراجعني في ذلك أبو بكر وعمر حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والسعف والحجارة والرقاق ومن صدور الرجال فوجدت في آخر سورة التوبة براءة مع خزيمة بن ثابت لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى آخر الآية

[ 65 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن بن شهاب عن عبيد بن السباق أن زيد بن ثابت حدثه أن أبا بكر قال إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه

[ 66 ] حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا عفان بن مسلم حدثنا همام حدثنا ثابت عن أنس أن أبا بكر حدثه قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن بالغار لو أن أحدهم ينظر إلى تحت قدميه لأبصرنا تحت قدميه قال فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما

[ 67 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا حبان بن هلال حدثنا همام عن ثابت حدثنا أنس أن أبا بكر حدثه قال نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما

[ 68 ] حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري ومحمد بن المثنى قالا حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي حدثنا عمران عن معمر عن الزهري عن أنس قال قال عمر لأبي بكر في الردة ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله فقال أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولون لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة والله لو منعوني عقالا لقاتلتهم عليه حتى تلحق نفسي بالله قال عمر فلما رأيت أبا بكر قد عزم على ذلك علمت أنه الحق

[ 69 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما انتهينا إليها بكت فقالا لها ما يبكيك ما عند الله خير لرسوله قال فقالت ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله ولكن أبكي أن الوحي انقطع من السماء قال فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها

[ 70 ] حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا زائدة بن أبي الرقاد حدثني زياد النميري عن أنس أن أبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو كئيب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مالي أراك كئيبا قال يا رسول الله كنت عند بن عم لي البارحة فلان وهو يكيد بنفسه قال فهلا لقنته لا إله إلا الله قال قد فعلت يا رسول الله قال فقالها قال نعم قال وجبت له الجنة قال أبو بكر يا رسول الله كيف هي للأحياء قال هي أهدم لذنوبهم هي أهدم لذنوبهم

[ 71 ] حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري أخبرني بن السباق أخبرني زيد بن ثابت أن أبا بكر أرسل إليه مقتل أهل اليمامة قال فأتيته فإذا عمر عنده فقال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر بأهل اليمامة من قراء القرآن أو الناس شك أبو يعلى فأنا أخشى أن يستحر القتل في المواطن كلها فيذهب كثير من القرآن لا يوعى وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر هو والله خير فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري ورأيت فيه الذي رأى عمر فقال زيد وعمر عنده جالس لا يتكلم فقال أبو بكر إنك لشاب عاقل ولا نتهمك وكنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبع القرآن فاجمعه قال زيد فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن فقلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو والله خير فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري بالذي شرح به صدر أبي بكر وعمر فجمعت القرآن أتتبعه من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى آخر الآية فكانت المصاحف التي جمعنا فيها القرآن عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة

[ 72 ] حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا عمر بن علي حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم قال سمعت مالك بن قيس يحدث قال قدم عقبة بن عامر على معاوية وهو بإيلياء فلم يلبث أن خرج فطلب فلم يوجد أو قال طلبناه فلم نجده فاتبعناه فإذا هو يصلي ببراز من الأرض قال فقال ما جاء بكم قالوا جئنا لنحدث بك عهدا أو نقضي من حقك قال فعندي جائزتكم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وكان على كل رجل منا رعاية الإبل يوما فكان يومي الذي أرعى فيه قال فروحت الإبل فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أطاف به أصحابه وهو يحدث قال فأهملت الإبل وتوجهت نحوه إليه وهو يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين يريد بهما وجه الله غفر الله له ما كان قبلهما فقلت الله أكبر قال فضرب رجل على كتفي فالتفت فإذا أبو بكر قال يا بن عامر ما كان قبلها أفضل قلت ما كان قبلها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد أن لا إله إلا الله يصدق قلبه لسانه دخل من أي أبواب الجنة شاء

[ 73 ] حدثنا عمرو بن مالك حدثنا جارية بن هرم الفقيمي يقول حدثني عبد الله بن دارم حدثنا عبد الله بن بسر الحبراني قال سمعت أبا كبشة الأنماري وكان له صحبة يحدث عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا أو رد شيئا أمرت به فليتبوأ بيتا في جهنم

[ 74 ] حدثنا أحمد بن عمر الوكيعي حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قام أبو بكر على المنبر فقال قد علمتم ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول ثم بكى ثم أعادها ثم بكى ثم أعادها ثم بكى قال إن الناس لم يعطوا في هذه الدنيا شيئا أفضل من العفو والعافية فسلوهما الله

[ 75 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح قال قام أبو بكر الصديق على المنبر فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا عام الأول على هذا المنبر في مثل هذا اليوم في مثل هذا الشهر قال ثم بكى فقال سلوا الله العفو والعافية

[ 76 ] حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا فليح عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة أن أبا بكر بعث في الحجة التي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها قبل حجة الوداع في يوم النحر في رهط يؤذن في الناس أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان

[ 77 ] حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم عن أبي هريرة أن أبا بكر قال يا رسول الله علمني كلمات أقولها إذا أصبحت وإذا أمسيت قال قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت رب كل شيء ومليكه لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أويت إلى فراشك

[ 78 ] حدثنا أبو هشام الرفاعي حدثنا المحاربي حدثنا يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال حدثني أبو بكر قال فاتني العشاء ذات ليلة فأتيت أهلي فقلت هل عندكم عشاء قالوا لا والله ما عندنا عشاء فاضطجعت على فراشي فلم يأتني النوم من الجوع فقلت لو خرجت إلى المسجد فصليت وتعللت حتى أصبح فخرجت إلى المسجد فصليت ما شاء الله ثم تساندت إلى ناحية المسجد كذلك إذ طلع علي عمر بن الخطاب فقال من هذا قلت أبو بكر فقال ما أخرجك هذه الساعة فقصصت عليه القصة فقال والله ما أخرجني إلا الذي أخرجك فجلس إلى جنبي فبينما نحن كذلك إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكرنا فقال من هذا فبادرني عمر فقال هذا أبو بكر وعمر فقال ما أخرجكما هذه الساعة فقال عمر خرجت فدخلت المسجد فرأيت سواد أبي بكر فقلت من هذا فقال أبو بكر فقلت ما أخرجك هذه الساعة فذكر الذي كان فقلت وأنا والله ما أخرجني إلا الذي أخرجك فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأنا والله ما أخرجني إلا الذي أخرجكما فانطلقوا بنا إلى الواقفي أبي الهيثم بن التيهان فلعلنا نجد عنده شيئا يطعمنا فخرجنا نمشي فانتهينا إلى الحائط في القمر فقرعنا الباب فقالت المرأة من هذا فقال عمر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ففتحت لنا فدخلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين زوجك قالت ذهب يستعذب لنا من الماء من حش بني حارثة الآن يأتيكم قال فجاء يحمل قربة حتى أتى بها نخلة فعلقها على كرنافة من كرانيفها ثم أقبل علينا فقال مرحبا وأهلا ما زار الناس أحد قط مثل من زارني ثم قطع لنا عذقا فأتانا به فجعلنا ننتقي منه في القمر فنأكل ثم أخذ الشفرة فجال في الغنم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك والحلوب أو إياك وذوات الدر فأخذ شاة فذبحها وسلخها وقال لامرأته فطبخت وخبزت وجعل يقطع في القدر من اللحم فأوقد تحتها حتى بلغ اللحم والخبز فثرد ثم غرف عليه من المرق واللحم ثم أتانا به فوضعه بين أيدينا فأكلنا حتى شبعنا ثم قام إلى القربة وقد سفعتها الريح فبرد فصب في الإناء ثم ناول رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب ثم ناول أبا بكر فشرب ثم ناول عمر فشرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله خرجنا لم يخرجنا إلا الجوع ثم رجعنا وقد أصبنا هذا لتسألن عن هذا يوم القيامة هذا من النعيم ثم قال للواقفي مالك خادم يسقيك من الماء قال لا يا رسول الله قال إذا أتانا سبي فأتنا حتى نأمر لك بخادم فلم يلبث إلا يسيرا حتى أتاه سبي فأتاه الواقفي فقال ما جاء بك قال يا رسول الله موعدك الذي وعدتني قال هذا سبي فقم فاختر منهم قال كن أنت الذي يختار لي قال خذ هذا الغلام وأحسن إليه قال فأخذه فانطلق به إلى امرأته فقالت ما هذا فقص عليها القصة فقالت فأي شيء قلت له قال قلت له كن أنت الذي يختار لي قالت أحسنت قد قال لك أحسن إليه فأحسن إليه قال ما الإحسان إليه قالت أن تعتقه قال فهو حر لوجه الله

[ 79 ] حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا يونس يعني بن عبيد عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مطرف عن أبي برزة قال بينا أبو بكر في عمله فغضب على رجل من المسلمين فاشتد غضبه عليه جدا فلما رأيت ذلك قلت يا خليفة رسول الله أضرب عنقه فلما ذكرت القتل أضرب عن ذاك الحديث أجمع إلى غير ذلك من النحو فلما تفرقنا أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك فقال يا أبا برزة ما قلت قال ونسيت الذي قلت قال قلت وما قلت ذكرنيه قال وما تذكر ما قلت قلت لا والله قال أرأيت حين رأيتني غضبت على الرجل فقلت أضرب عنقه يا خليفة رسول الله أما تذكر ذاك أو كنت فاعلا ذلك قال نعم والله والآن إن أمرتني فعلت فقال ويحك أو ويلك والله ما هي لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 80 ] حدثنا هاشم بن الحارث حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن أبي نصر عن أبي برزة الأسلمي قال غضب أبو بكر على رجل غضبا شديدا لم ير أشد غضبا منه يومئذ فقال له أبو برزة يا خليفة رسول الله مرني فأضرب عنقه قال فكأنها نار طفيت قال وخرج أبو برزة ثم أرسل إليه فقال ثكلتك أمك ما قلت قال قلت والله لئن أمرتني بقتله لأقتلنه قال ثكلتك أمك أبا برزة إنها لم تكن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 81 ] حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا شعبة عن توبة العنبري عن عبد الله بن قدامة عن أبي برزة الأسلمي قال أغلظ رجل لأبي بكر قال فكدت أقتله قال فانتهرني أبو بكر وقال ليس لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 82 ] حدثنا زهير بن حرب حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة أخبرني توبة العنبري قال سمعت أبا السوار عبد الله يحدث عن أبي برزة أن رجلا سب أبا بكر قال فقلت ألا أضرب عنقه يا خليفة رسول الله قال لا ليست لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 83 ] حدثنا يحيى بن معين حدثنا أبو عبيدة الحداد عن عبد الواحد بن زيد عن فرقد السبخي عن مرة الطيب عن زيد بن أرقم عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام

[ 84 ] حدثنا موسى بن محمد بن حيان حدثنا أبو داود حدثنا عبد الواحد بن زيد عن أسلم عن مرة عن زيد بن أرقم قال سمعت أبا بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام

[ 85 ] حدثنا محمد بن إسماعيل بن علي الوساوسي حدثنا زيد بن الحباب العكلي عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله عن أبي بكر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعواد المنبر يقول اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها تقيم العوج وتدفع ميتة السوء وتقع من الجائع موقعها من الشبعان

[ 86 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن معاذ بن رفاعة بن رافع الأنصاري عن أبيه رفاعة قال سمعت أبا بكر الصديق يقول على المنبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى أبو بكر حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سري عنه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى أبو بكر حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سري عنه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا القيظ عام الأول يقول سلوا الله العفو والعافية واليقين في الآخرة والأولى

[ 87 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي حدثنا زهير عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن معاذ بن رفاعة بن رافع الأنصاري عن أبيه قال سمعت أبا بكر الصديق على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فبكى أبو بكر حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سري عنه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذا القيظ عام الأول سلوا الله العفو والعافية واليقين في الآخرة والأولى

[ 88 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب عن موسى بن عبيدة حدثني هود بن عطاء عن أنس بن مالك قال قال أبو بكر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب المصلين

[ 89 ] حدثنا عمرو بن الضحاك حدثنا أبي عن موسى بن عبيدة عن هود بن عطاء عن أنس عن أبي بكر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب المصلين

[ 90 ] حدثنا محمد بن الفرج حدثنا محمد بن الزبرقان حدثنا موسى بن عبيدة أخبرني هود بن عطاء عن أنس بن مالك قال كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يعجبنا تعبده واجتهاده فذكرناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه فلم يعرفه ووصفناه بصفته فلم يعرفه فبينما نحن نذكره إذ طلع الرجل قلنا ها هو ذا قال إنكم لتخبروني عن رجل إن على وجهه سفعة من الشيطان فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشدتك بالله هل قلت حين وقفت على المجلس ما في القوم أحد أفضل مني أو أخير مني قال اللهم نعم ثم دخل يصلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقتل الرجل فقال أبو بكر أنا فدخل عليه فوجده قائما يصلي فقال سبحان الله أقتل رجلا يصلي وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل المصلين فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت قال كرهت أن أقتله وهو يصلي وقد نهيت عن قتل المصلين قال عمر أنا فدخل فوجده واضعا وجهه فقال عمر أبو بكر أفضل مني فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه قال وجدته واضعا وجهه فكرهت أن أقتله فقال من يقتل الرجل فقال علي أنا قال أنت إن أدركته قال فدخل علي فوجده قد خرج فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مه قال وجدته قد خرج قال لو قتل ما اختلف في أمتي رجلان كان أولهم آخرهم قال موسى سمعت محمد بن كعب يقول هو الذي قتله علي ذا الثدية

[ 91 ] حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب حدثني إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت حدثه قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بقراء القرآن في المواطن فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر فيجمع قال قلت كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال عمر هو والله خير فلم يزل يراجعني في ذلك إلى أن شرح الله لذلك صدري ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد بن ثابت قال أبو بكر إنك فتى شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه قال زيد والله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي من الذي أمرني به من جمع القرآن قال قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو والله خير فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر ورأيت في ذلك الذي رأيا فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع واللخاف والعسب وصدور الرجال حتى فقدت آخر سورة التوبة فوجدتها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم إلى خاتمة براءة وكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة

[ 92 ] حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة العمري حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن أنس بن مالك أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان فكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر عثمان زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ينسخونها في المصاحف وقال للرهط القرشيين الثلاثة إذا أنتم اختلفتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخت الصحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه مما في القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يمحا أو يحرق قال إبراهيم قال الزهري فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنه سمع زيد بن ثابت يقول فقدت آية من سورة الأحزاب حين نسخت المصاحف وقد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها فالتمستها فوجدتها عند خزيمة بن ثابت الأنصاري من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فألحقتها في سورتها في المصحف

[ 93 ] حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا عبد الصمد حدثنا صدقة بن موسى حدثنا فرقد عن مرة عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة خب ولا سيء الملكة وإن أول من يقرع باب الجنة المملوك والمملوكة إذا أحسنا عبادة ربهما ونصحا لسيدهما

[ 94 ] حدثنا زهير بن حرب حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن مغيرة بن مسلم أبي سلمة عن فرقد السبخي عن مرة الطيب عن أبي بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة سيء الملكة قال فقال رجل يا رسول الله أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثر الأمم مملوكين وأيتاما قال فأكرموهم كرامة أولادكم وأطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون قال فما تنفعنا الدنيا يا رسول الله قال فرس ترتبطه في سبيل الله ومملوك يكفيك فإذا صلى فهو أخوك فإذا صلى فهو

[ 95 ] حدثنا عمرو بن محمد الناقد حدثنا يزيد بن هارون حدثنا همام بن يحيى عن فرقد السبخي عن مرة الطيب عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة خب ولا بخيل ولا منان ولا سيء الملكة وأن أول من يدخل الجنة المملوك إذا أطاع الله وأطاع سيده

[ 96 ] حدثنا أبو كريب حدثنا معاوية بن هشام عن شيبان عن عامر عن مرة عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة سيء ملكته ملعون من ضار مسلما أو غره

[ 97 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا جرير وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح قال قال أبو بكر الصديق قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل مقامي ثم بكى فقال سلوا الله العافية فإن أحدا لم يعط شيئا خيرا من العافية ليس اليقين وقال أبو معاوية إلا اليقين

[ 98 ] حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا يحيى وعثمان بن علي عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن أبي زهير عن أبي بكر الصديق قال قلت يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية من يعمل سوءا يجز به إنا لمجازون بكل ما يكون منا قال رحمك الله أبا بكر ألست تحزن ألست تنصب ألست تصيبك اللأواء قلت بلى قال فهذا ما تجازون به

[ 99 ] حدثنا القواريري حدثنا يحيى بن سعيد ووكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر الصديق وقال يحيى عن أبي بكر بن أبي زهير أن أبا بكر الصديق قال قلت يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية من يعمل سوءا يجز به فقال رحمك الله أبا بكر ألست تنصب ألست تصيبك اللأواء فذاك ما تجازون به

[ 100 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد قال حدثني أبو بكر بن أبي زهير عن أبي بكر الصديق أنه قال يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية من يعمل سوءا يجز به كل سوء نعمله نجزى به قال رحمك الله أبا بكر ألست تمرض ألست تنصب ألست تصيبك اللأواء فذاك ما تجزون به

[ 101 ] حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا المعتمر عن إسماعيل بن أبي خالد قال حدثني رجل من ثقيف يقال له أبو بكر بن أبي زهير عن أبي بكر الصديق قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم كيف الصلاح بعد هذه الآية من يعمل سوءا يجز به كل سوء عملنا نجزى به فقال له النبي صلى الله عليه وسلم غفر الله لك أو رحمك الله ألست تمرض ألست تحزن ألست تصيبك اللأواء

[ 102 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن أبي وائل قال حدثت أن أبا بكر لقي طلحة فقال مالي أراك واجما قال كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يزعم أنها موجبة فلم أسأله عنها فقال أبو بكر أنا أعلم ما هي قال ما هي قال لا إله إلا الله

[ 103 ] حدثنا زهير حدثنا معلى بن منصور حدثنا بن أبي زائدة حدثنا بن أبي ليلى حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بكر الصديق قال نزل النبي منزلا فبعثت إليه امرأة مع بن لها شاة فحلب ثم قال انطلق به إلى أمك فشربت حتى رويت ثم جاء بشاة أخرى فحلب ثم سقى أبا بكر ثم جاء بشاة أخرى فحلب ثم شرب

[ 104 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة فأجله إلى مدته والله بريء من المشركين ورسوله قال فسار بها ثلاثا ثم قال لعلي إلحقه فرد علي أبا بكر وبلغها قال ففعل قال فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر بكى وقال يا رسول الله أحدث في شيء قال ثم قال ما حدث فيك إلا خير إلا أني أمرت بذلك أن لا يبلغ إلا أنا أو رجل مني

[ 105 ] حدثنا سويد بن سعيد حدثنا سويد بن عبد العزيز عن ثابت بن عجلان عن سليم بن عامر قال سمعت أبا بكر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج فناد في الناس من شهد أن لا إله إلا الله وجبت له الجنة قال فخرجت فلقيني عمر بن الخطاب فقال مالك أبا بكر فقلت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج فناد في الناس من شهد أن لا إله إلا الله وجبت له الجنة قال عمر ارجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أخاف أن يتكلموا عليها فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما ردك فأخبرته بقول عمر فقال صدق

[ 106 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا يونس بن محمد حدثنا جرير بن حازم حدثنا الزبير بن الخريت عن أبي لبيد قال خرج رجل من الأسر من طاحية يقال له بيرح بن أسد مهاجرا إلى المدينة وقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيل ذلك قال فرأى عمر بن الخطاب بيرحا يطوف في سكك المدينة فأنكره فقال من أنت قال أنا رجل من أهل عمان فأخذ بيده فذهب به إلى أبي بكر فقال يا أبا بكر هذا من الأرض التي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أهلها من أهل عمان فقال أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأعلم أرضا ينضح بناحيتها البحر بها حي من العرب لو أتاهم رسولي لم يرموه بسهم ولا حجر

[ 107 ] حدثنا خلف بن هشام حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عكرمة قال قال أبو بكر سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شيبك قال شيبتني هود والواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت

[ 108 ] حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عكرمة قال قال أبو بكر سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شيبك فذكر نحوه

[ 109 ] حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي حدثنا قال وسألت عنه فقال هذا خطأ ثم حدثني به قال حدثنا حماد بن سلمة عن بن أبي عتيق عن أبيه عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السواك مطهرة للفم مرضاة للرب

[ 110 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا يونس بن محمد حدثنا حماد بن سلمة عن بن أبي عتيق عن أبي بكر الصديق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول السواك مطهرة للفم مرضاة للرب

[ 111 ] حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي بالبصرة حدثنا إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق الرازي حدثنا إسماعيل بن نوح عن أبيه عن جده عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل الجنة لا يتبايعون ولو تبايعوا ما تبايعوا إلا بالبز

[ 112 ] حدثنا موسى بن محمد بن حيان حدثنا أبو داود صاحب الطيالسة حدثنا المسعودي عن بكير بن الأخنس عن رجل عن أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر قلوبهم على قلب رجل واحد فاستزدت ربي فزادني مع كل رجل سبعين ألفا قال أبو بكر فكنا نرى ذلك قد أتى على أهل القرى ويصيب من زاد من أهل البوادي

[ 113 ] حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال قال أبو بكر الصديق لما خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مررنا براع وقد عطش رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلبت له كثبة من لبن فأتيته بها فشرب حتى رضيت

[ 114 ] حدثنا القواريري حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت أبا إسحاق الهمداني يقول سمعت البراء بن عازب يقول لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة تبعه سراقة بن مالك بن جعشم فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخت به فرسه فقال أدع الله ولا أضرك قال فدعا الله له قال فعطش رسول الله صلى الله عليه وسلم فمروا براعي غنم قال أبو بكر الصديق فأخذت قدحا فحلبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كثبة من لبن فأتيته فشرب حتى رضيت

[ 115 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق الهمداني قال سمعت البراء بن عازب قال لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة تبعه سراقة بن مالك بن جعشم فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخت به فرسه فقال أدع الله لي ولا أضرك فدعا له فعطش رسول الله صلى الله عليه وسلم فمروا براع فقال أبو بكر الصديق فأخذت قدحا فحلبت فيه كثبة من لبن فأتيته فشرب ثم شرب حتى رضيت

[ 116 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا عثمان بن عمر حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال اشترى أبو بكر من أبي رحلا بثلاثة عشر درهما فقال مر البراء يحمله إلى رحلي فقال لا حتى تخبرني كيف خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة فقال ارتحلنا فأحتسبنا يومنا وليلتنا حتى قام ظهرا أو قال قام قائم الظهيرة فرميت ببصري فإذا أنا بصخرة لها بقية من ظل فرششته وفرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فروة فقلت نم يا رسول الله ثم انطلقت أنفض ما حولي هل أرى من الطلب أحدا فإذا أنا براعي غنم يريد من الصخرة مثل ما أردت فقلت من أنت يا غلام قال لرجل من قريش فعرفته فقلت هل في غنمك من لبن قال نعم قلت هل أنت حالبنا قال نعم فأمرته فاعتقل شاة من الغنم فأمرته فنفض ضرعها ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار فحلب لي كثبة من لبن ومعي إداوة على فمها خرقة فصببت الماء على اللبن ثم أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقته قد استيقظ قلت اشرب يا رسول الله وارتحلنا فلم يلحقنا من الطلب أحد غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله قال لا تحزن إن الله معنا فلما دنا دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخ فرسه في الأرض إلى بطنه ووثب عنه وقال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن يخلصني مما أنا فيه ولك علي لأعمين على من ورائي وهذه كنانتي فخذ سهما منها فإنك ستمر على إبلي وغلماني بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال لا حاجة لي في إبلك فقدمنا إلى المدينة ليلا فتنازعوا أيهم ينزل عليهم فقال أنزل على بني النجار أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك فصعد الرجال والنساء فوق البيوت وتفرق الغلمان والخدم في الطرق ينادون يا محمد يا رسول الله يا محمد يا رسول الله

[ 117 ] حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي حدثنا محمد بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن محمد بن المنكدر عن عبد الرحمن بن يربوع عن أبي بكر الصديق قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال العج والثج

[ 118 ] حدثنا شجاع بن مخلد حدثنا سعيد بن سلام العطار عن أبي بكر بن أبي سبرة العامري عن عطاء بن يسار عن عبد الرحمن بن يربوع عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على ترعة من ترع الجنة

[ 119 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا عثمان بن عمر حدثنا مالك عن الزهري عن عثمان بن إسحاق عن قبيصة بن ذؤيب قال جاءت الجدة إلى أبي بكر تسأله عن ميراثها فقال مالك في كتاب الله شيء ومالك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء فارجعي حتى أسأل الناس

[ 120 ] حدثنا القواريري حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب أن الجدة جاءت إلى أبي بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أخبرت أن لي حقا فقال أبو بكر ما أجد لك في الكتاب من حق وما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي لك بشيء قال فشهد المغيرة بن شعبة فقال من يشهد معك قال محمد بن مسلمة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس قال الزهري هي أم أب أو الأب فلما كان عمر جاءت التي تخالفها فقال عمر أيكما انفردت به فهو لها فإن اجتمعتا فهو بينكما

[ 121 ] حدثنا زهير بن حرب حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن سليم بن عامر عن أوسط البجلي قال خطبنا أبو بكر فقال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول ثم بكى أبو بكر فقال سلوا الله العافية فإن الناس لم يعطوا في الدنيا بعد اليقين شيئا أفضل من المعافاة ألا وعليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار ولا تقاطعوا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله

[ 122 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثني يحيى بن أبي بكير حدثنا شعبة قال يزيد بن خمير أخبرني قال سمعت سليم بن عامر يحدث عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط البجلي عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله

[ 123 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا روح بن عبادة عن شعبة أخبرني يزيد بن خمير قال سمعت سليم بن عامر عن رجل من أهل حمص وكان قد أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت أبا بكر خطبنا حين استخلف قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي هذا عام الأول ثم بكى ثم قال سلوا الله العفو والمعافاة

[ 124 ] حدثنا إسحاق حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا شعبة قال يزيد بن خمير أخبرني قال سمعت سليم بن عامر رجلا من حمير يحدث عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط البجلي عن أبي بكر أنه قال حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا عام أول مقامي هذا ثم قال سلوا الله المعافاة فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين شيئا خيرا من المعافاة

[ 125 ] حدثنا أبو الربيع حدثنا حماد قال سمعت أيوب وعبد الرحمن السراج وعبيد الله بن عمر يحدثونه عن نافع أنه قرأ كتاب عمر بن الخطاب أنه ليس فيما دون خمسة من الإبل شيء وإذا بلغت خمسا ففيها شاة إلى تسع فإذا كانت عشرا فشاتان إلى أربع عشرة فإذا بلغ خمس عشرة ففيها ثلاث إلى تسع عشرة فإذا بلغت العشرين فأربع وإلى أربع وعشرين فإذا بلغت خمسا وعشرين ففيها بنت مخاض إلى خمس وثلاثين فإذا زادت ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين فإذا زادت ففيها حقة إلى الستين فإذا زادت ففيها ابنتا لبون إلى التسعين فإذا زادت ففيها حقتان إلى العشرين ومئة فإذا زادت ففي كل خمسين حقة وفي كل أربعين ابنة لبون وليس في الغنم شيء فيما دون الأربعين فإذا بلغت الأربعين ففيها شاة إلى العشرين ومئة فإذا زادت فشاتان إلى المئتين فإن زادت على المئتين فثلاث شياه إلى الثلاث مائة فإذا زادت على الثلاث مائة ففي كل مائة شاة

[ 126 ] حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد حدثنا أيوب قال رأينا عند ثمامة بن عبد الله بن أنس كتابا كتبه أبو بكر الصديق لأنس بن مالك حين بعثه على صدقة البحرين عليه خاتم النبي صلى الله عليه وسلم فيه مثل هذا القول

[ 127 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا يونس بن محمد حدثنا حماد بن سلمة قال أخذت هذا الكتاب من ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس بن مالك أن أبا بكر كتب له أن هذه فرائض الصديق التي أمر الله بها رسوله فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها ومن سئل فوقه فلا يعطه فيما دون خمس وعشرين من الإبل في خمس ذود شاة فإذا بلغت خمسا وعشرين ففيها ابنة مخاض إلى خمس وثلاثين فإذا لم يكن ابنة مخاض فابن لبون ذكر فإذا بلغت ستا وثلاثين ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين فإذا بلغت ستا وأربعين ففيها حقة طروقة الفحل إلى ستين فإذا بلغت واحدا وستين ففيها جذعة إلى خمس وسبعين فإذا بلغت ستة وسبعين ففيها ابنتا لبون الى تسعين فإذا بلغت واحدا وتسعين ففيها حقتان طروقتا الفحل إلى عشرين ومئة فإذا زادت على عشرين ومئة ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة فإذا تباين أسنان الإبل في الفرائض الصدقات فمن بلغت عنده صدقة الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويجعل معها شاتان إن استيسرتا له أو عشرين درهما ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليس عنده إلا جذعة فإنها تقبل منه ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده وعنده ابنة لبون فإنها تقبل منه ويجعل معها شاتين إن استيسرتا أو عشرين درهما ومن بلغت صدقته ابنة لبون وليست عنده إلا حقة فإنها تقبل منه ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته ابنة لبون وليست عنده ابنة لبون وعنده ابنة مخاض فإنها تقبل منه ويجعل معها شاتين إن استيسرتا أو عشرين درهما ومن بلغت صدقته ابنة مخاض وليس عنده إلا بن لبون ذكر فإنه يقبل منه وليس معه شيء ومن لم يكن عنده إلا أربعة من الإبل فليس فيها شيء إلا أن يشاء ربها وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين ففيها شاة إلى عشرين ومئة فإذا زادت ففيها شاتان إلى مئتين فإذا زادت ففيها ثلاث شياه إلى ثلاث مائة فإذا زادت واحدة ففي كل مائة شاة ولا تؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس الغنم إلا أن يشاء المصدق ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية إذا كانت سائمة الرجل ناقصة من الأربعين شاة واحدة فليس فيها إلا أن يشاء ربها وفي الرقة ربع العشور فإذا لم يكن المال إلا تسعين ومئة درهم فليس فيه شيء ألا أن يشاء ربها قال أبو خيثمة الرقة يعني الدراهم

[ 128 ] حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه يوشك أن يعمهم الله بعقاب

[ 129 ] حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن الحكم عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق بمثل ذلك لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم

[ 130 ] حدثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم حدثنا عبيد الله بن عمرو عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه يوشك أن يعمهم الله بعقاب

[ 131 ] حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا عمر بن علي حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن حازم قال سمعت أبا بكر يقول يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ولا يضركم من ضل إذا اهتديتم } وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه

[ 132 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال قرأ أبو بكر هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } ثم قال إن الناس يضعون هذه الآية على غير موضعها ألا وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن القوم إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه والمنكر فلم يغيروه عمهم الله بعقابه

[ 133 ] حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني عمرو يعني بن أبي عمرو عن أبي الحويرث عن محمد بن جبير أن عمر بن الخطاب مر على عثمان وهو جالس في المسجد فسلم عليه فلم يرد عليه فدخل على أبي بكر فاشتكى ذلك إليه فقال مررت على عثمان فسلمت عليه ولم يرد علي قال فأين هو قال هو في المسجد قاعد قال فانطلقنا إليه فقال له أبو بكر ما منعك أن ترد على أخيك حين سلم عليك قال والله ما شعرت أنه سلم مر بي وأنا أحدث نفسي فلم أشعر أنه سلم فقال أبو بكر فماذا تحدث نفسك قال خلا بي الشيطان فجعل يلقي في نفسي أشياء ما أحب أني تكلمت بها وأن لي ما على الأرض قلت في نفسي حين ألقى الشيطان ذلك في نفسي يا ليتني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الذي ينجينا من هذا الحديث الذي يلقي الشيطان في أنفسنا فقال أبو بكر فإني والله قد اشتكيت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته ما الذي ينجينا من هذا الحديث الذي يلقي الشيطان منه في أنفسنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينجيكم من ذلك أن تقولوا مثل الذي أمرت به عمي عند الموت فلم يفعل

[ 134 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا وكيع عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج قال قام أبو بكر الصديق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقال لقد علمتم ما قام فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول قال سلوا الله العافية فإنه لم يعط عبد شيئا أفضل من المعافاة إلا اليقين وأنا أسأل الله اليقين والعافية

[ 135 ] حدثنا أبو خيثمة وإسحاق بن إسماعيل قالا حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال قال أبو بكر الصديق وهو على المنبر وبكى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصيف عام الأول والعهد قريب يقول سلوا الله اليقين والعافية

[ 136 ] حدثنا محرز بن عون حدثنا عثمان بن مطر حدثنا عبد الغفور عن أبي نصيرة عن أبي رجاء عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار فأكثروا منهما فإن إبليس قال أهلكت الناس بالذنوب فأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون

[ 137 ] حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثنا أبي عن عثمان بن واقد عن أبي نصيرة قال لقيت مولى لأبي بكر فقلت له سمعت أبا بكر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة

[ 138 ] حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل وغيره حدثنا أبو يحيى عبد الحميد الحماني عن عثمان بن واقد عن أبي نصيرة عن مولى لأبي بكر عن أبي بكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه

[ 139 ] حدثنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير حدثنا عفيف بن سالم عن عثمان بن واقد قال حدثني أبو نصيرة عن مولى لأبي بكر عن أبي بكر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استغفر فلم يصر وإن عاد في اليوم سبعين مرة